الاثنين، 26 أكتوبر 2009

يوم وفاة الرئيس .. ( 1 )


الرجل : ألو .. مين معايا
الرجل ( فى ذهول ) : كان امتى الكلام دا .. انا جاى حالاً

الرجل : ألو .. مين معايا
الرجل ( فى حزن ) : لا حول ولا قوة إلا بالله .. لله ما أعطى و لله ما اخذ
أنا جاى حالاً

ارتدى الرجل الاول .. بدلته الحزينة .. و تأكد من وجود منديل البدلة فى جيبها الأمامى
حتى يتسنى له ان يمسح بها دموعه .. معلناً بها انه حزين أشد الحزن

و أرتدى الرجل الثانى .. جلبابه المعتاد .. و تأكد من لفة عمامته فوق رأسه
حتى يتسنى له أن يرفعها عن الدخول على مولاه .. تحية و إجلال له و لمماته

حشود هائلة أمامـ القصر .. يتحركـ أولاد الرئيس فى ذهول و خوف و أطمئنان
لا يشغلهما أى شىء سوى جثمان والدهما .. فدائما ما أطمئن قلبهما
بشده حذر والدهما .. و أستعداد والدهما لمثل هذا اليوم ع أقرب الناس له

يتحدث البعض على وصية الرئيس ..
يقول وزير دفاعه .. أنه كان يظن ان الموت يلاحقه فى أخر أيامه
و انه طلبه يوماً ما للذهاب إلى قصره بعيدا عن الاعلامـ و الصحفيين
و أوصاه .. ان يتحكم جيداً من مبنى الأذاعة و التلفزيون و أرسال القمر الصناعى
و ان يغلق الانترنت عن مصر تماما .. و أن يقطع ما يصل بها و بين العالمـ
و ان لا يعلن الخبر ألا بعد ان تستقر الامور و يطمئن قلب وزير دفاعه و داخليته
عن ان كل الامور تحت السيطرة مثل ما كانت فى وجوده تماما

وصل شيخ الأزهر .. يظهر الحزن على وجه .. تمتلى الدموع عيناه
يدخل شيخ الأزهر القصر باكياً .. لا يتحدث لأحد
يدخل إلى زوجه الرئيس ليعزيها و ينعى لها رئيسه نيابة عنه و نيابة عن جموع شيوخ الازهر
يصافح اولاد الرئيس .. يطمئن ولده الأكبر بانه من سيغسل الرئيس و انه لا داعى للقلق
يقطع الحديث الأبن الأضغر فى عنف .. لن يغسله أحد غيرى .. فقط علمنى كيف يتم الغسل
يرد الأمام فى هدوء .. لطفاً يا بنى .. سأساعدكـ و لتعمل معى أنا و انت فقط لغسل الرئيس
يبكى الأبن الأصغر فى هدوء مظهراً برأسه علامة تدل على موافقته

وصل أيضا بعد شيخ الازهر .. رئيس الوزراء
يدخل رئيس الوزراء القصر .. باكياً .. متحطماً .. مطأطأ الرأس
يصافح زوجة الرئيس .. و يعلن لها حزنه .. و انه و وزارته تحت أمرها فى اى شىء
تطلب منه الانحناء لتحدثه فى سكون حتى لا يسمع احد من من حولهما
تخبره بانه عليه أن يتوجه للطابق الاعلى ..
حيث يجلس وزير الدفاع و المخابرات و الداخلية و الخارجية و الاعلام و الأتصالات
يتحدثون عن كيف ستدور الأمور .. و كيف ستمر بمصر تلك الليالى السوداء _ كما وصفتها هى _


لمـ يهدأ الحرس القديم الذين مازالوا فى السلطة
يريدون ان يعلموا كيف ستدار الأمور .. معلنين غضبهم لزوجة الرئيس
بانهم أولى من هؤلاء الصبية الذين يجلسون فوق .. و أنهم يحبون الرئيس أكثر من أى شخص
تهدأهم هى و تبتسم لهم و تخبرهم .. بأن هؤلاء الصبية يعملون فى جد و تعب و انتماء و ولاء للرئيس
و انهم الان ينفذون وصيته .. و لا خوف عليهم

يتحدث أخرون عن وصية الرئيس ..
بانه أوصى وزير داخليته أن ينزل كل جنود امنه المركزى إلى الشوارع فى خفة
حتى لا يشعر الناس بأن هناكـ شيئاً ما يحدث .. و أن لا يستهان بذكاء المصريين
و ان يسيطر فى خفة على أهم المراكز الأستراتيجية فى مصر ..
و انا يساعد وزير الدفاع فى السيطرة على مخارج و مداخل البلاد
و خصوصا حلايب و شلاتين و سيناء ..

ينزل رئيس الوزراء ممسكاً بطرابزين سلالم القصر ..
فى مشهد يدل على الحزن و الأنكسار و فى نفس الوقت يمثل دور القوى القادر على فعل كل شىء
يعلن لزوجة الرئيس انه على أتم الأستعداد الأن ..
و انه أستعرض مع وزراء الداخلية و المخابرات و الدفاع و الخارجية و الاعلام و الأتصالات
جميع وصايا الرئيس الراحل .. و انه على اتم الأستعداد الأن للأعلان عن وفاة الرئيس

يخرج شيخ الازهر من الغرفة التى يرقد فيها سيادة الرئيس
و فى يده أبنه الأصغر .. معلنين لزوجة الرئيس أنهم الان على اتم الأستعداد
و انهم انهوا كافة أجراءات غسيل سيادته .. الغسل الشرعى فى حضور أبنه الأصغر

يتحدث أخرون عن وصية الرئيس ..
بانه أوصى رئيس وزرائه بأن لا يتم الاعلان عن وفاته إلا بعد التأكد من أن كل الامور معدة جيداً و مجهزة جيداً
و انه لا يريد أن يخطأ خطاً واحداً .. حتى لا يكون تكلفة الخطأ باهظة فى هذه الاوقات
و انه أمره ان يتم الأحتكام للدستور و خصوصا البند الخص بمرض الرئيس او وفاته لا قدر الله
و أن ينفذه فى أسرع وقت و أن يحكم مصر حكماً أنتقاليا لا يزيد عن 6 أشهر
يعلن بعدها موعد الانتخابات الرئاسية ولا يرشح نفسه

الجميع ينتظر ساعة الصفر للاعلان عن وفاة الرئيس ..
وزير الدفاع اعطى أشارة التأكيد على أن كل الامور تحت السيطرة
و ان الجيش يتعاون مع الداخلية فى السيطرة على الشارع
و يتعاون معاها فى السيطرة على مخارج و مداخل البلاد

وزير الأتصالات يعلن رسميا وجود خطأ ما فى كابلات الأنترنت و الاتصالات الدولية
أدى إلى تعطل الخدمة و انها ستعود فى أقرب فرصة مؤكداً أنه يعمل فى كل جد و تعب لأصلاح هذه العيوب

وزير الاعلام يطمئن بنفسه ان الجيش و الامن يحاصر مبنى التلفزيون
و مدينة الانتاج الاعلامى و القمر الصناعى النايل سات
و انه جاهز لأذاعة خطاب الوفاة ..

وزير الخارجية يؤكد أنه أول من اتم كل أستعدادته لهذا الموقف
بانه يراقب الوضع خارجيا مع جميع السفراء و على أتصال دائم بهما
و ان القطع فى الاتصالات الدولية لم يعوقه لأنه يستخدم تقنية حديثة لم يتعلمها سوا من بعض ساعات


يتحدث أخرون عن وصية الرئيس ..
بانه اختار كلا من أبنه الأصغر و مدير مخابراته أن يلقيا خطاب الوفاة
بحيث يلقى أحدهما الخطاب و يجلس الأخر بجواره .. و لم يحدد من يلقى الخطاب


تتحرك سيارة مسرعة عابرة للأبواب الرئيسية للقصر الجمهورى
تضم بين جناباتها مدير المخابرات و الأبن الأصغر متجه لمبنى التلفزيون لأذاعة الخبر











4 التعليقات:

غير معرف يقول...

كلنا هنموت

ربنا يديله طولة العمر :)

وبلاش الموضوع ده,من غير زعل

ده رأي,مفيهاش زعل :)

dalia يقول...

أهلا يا قباري ازاي الحال والبقاء لله في نفس الوقت
واضح ان ليك علاقاتك على أعلى مستوى بس فعلا عشت الدور، علي فكرة الموضوع ده مخيف جدا ومش بالساهل ده ياريت الرئيس يسع لرأى هيكل في هذه المسألة بالذات لان انت متتخيلش ايه اللى ممكن يحصل لو ده حصل فعلا من غير استعداد أو اختيار نائب ربنا يستر

اخبار صناع الحياه ايه طمني ؟

غير معرف يقول...

آسفة لو زعلت بدون قصد

مقصدش !!

..

داليا,يارب تكوني بخير : )

..

قباري

آسفة تاني لو زعلت بدون قصد

غير معرف يقول...

قفلت التعليقات ليه؟؟